انطباعاتنا الأولية حول لعبة Onimusha 2: Samurai’s Destiny

عندما وصلتني دعوة من Capcom العربية لتجربة Onimusha 2: Samurai’s Destiny بنسختها المحسّنة، غمرني شعور من الحنين. هذه واحدة من تلك الألعاب التي شكّلت ملامح جيل كامل من لاعبي الـ PlayStation 2، وها هي اليوم تعود بحلّة جديدة، وفيّة لأصلها، لكنها لا تخجل من تقديم تحسينات تعزز التجربة دون أن تمسّ جوهرها الكلاسيكي.

Onimusha 2: Samurai’s Destinyتم إصدار اللعبة لأول مرة في عام 2002، وقدّمت لنا شخصية جديدة بالكامل — Jubei Yagyu، المستوحى من النجم الياباني الأسطوري Yusaku Matsuda. بعكس ما قد يتوقع البعض، هذا الجزء ليس تتمة مباشرة للعبة الأولى، بل هو قصة انتقام مستقلة ضد Nobunaga Oda وقواته الشيطانية، مما يجعله بوابة مثالية حتى لمن لم يلعب الجزء الأول.

من اللحظات الأولى، كان واضحًا أن هذا الإصدار يحتفل بإرثه. فقد تم بيع أكثر من 2.1 مليون نسخة عالميًا، والآن يأتي بتحسينات HD، ونماذج 3D معاد تصميمها، وخلفيات مسبقة العرض بجودة محسّنة، ناهيك عن المشاهد السينمائية بجودة FMV أنقى وأكثر وضوحًا.

القتال لا يزال محافظًا على أسلوب hack-and-slash الكلاسيكي، مع إمكانية تبديل الأسلحة بسلاسة، ما أضاف تنوعًا تكتيكيًا واضحًا أثناء المعارك. ولأول مرة، يمكنني تفعيل Onimusha form يدويًا، وهو تغيير بسيط لكنه يفتح آفاقًا جديدة للتخطيط والإستراتيجية.

واحدة من أبرز التغييرات التي لمستها كانت نظام التفاعل مع الحلفاء. خلال تجربتي، تفاعلت مع أربع شخصيات فريدة: Oyu، Magoichi، Ekei، وKotaro. هذه العلاقات لم تكن سطحية؛ بل أثّرت فعلًا على مسار القصة، وفتحت خيارات ونهايات متعددة، مما زاد من حماسي لإعادة اللعبة لاحقًا.

وإذا كنت من محبي التحديات، فانتظر حتى تجرب Hell Mode الجديد — ضربة واحدة تعني الموت، لا مجال للخطأ. إنه وضع قاسٍ مخصص للمحترفين، وقد تطلّب مني أقصى درجات التركيز.

الجودة الحياتية (QOL) تم تحسينها أيضًا: أصبح بالإمكان الحفظ التلقائي واليدوي، تخطي المشاهد السينمائية عند الإعادات، والبدء بـ Easy Mode لمن يفضّل تجربة أكثر سلاسة. كما أُتيح التبديل بين نسب العرض 16:9 و4:3، لتناسب تفضيلات كل لاعب.

الجانب الفني نال نصيبه من العناية: الواجهة والقوائم باتت أكثر وضوحًا، وتم إعادة العمل على تفاعلات الـ NPCs، كما أن البيئة أصبحت أكثر تفاعلًا وقابلة للتدمير، وهو تفصيل صغير لكنه ساهم في جعل العالم ينبض بالحياة.

من الإضافات التي أحببتها شخصيًا كانت عودة الألعاب المصغّرة الكلاسيكية مثل Team Oni وPuzzle Phantom Realm، والتي أصبحت متاحة من البداية دون الحاجة لإعادة اللعبة لفتحها. وهناك أيضًا أكثر من 100 عمل فني مذهل من تصميم Keita Amemiya، تُفتح كمكافآت وتُضفي لمسة فنية ساحرة على التجربة.

من الناحية الموسيقية، يسعدني أن اللعبة احتفظت بجميع المقاطع الموسيقية الـ43 الأصلية من إصدار 2002، بما في ذلك المقطوعات المحبوبة مثل Oyu’s Theme وTruth Of Brave Warring Mix — لحظات أعادتني إلى ذكريات الطفولة.

ما يميز Samurai’s Destiny عن الجزء الأول هو تقديم قرية مركزية كمحور للأحداث، مما أضفى طابعًا اجتماعيًا مميزًا. مع نظام الإهداء، استطعت تقوية علاقتي بالحلفاء والحصول على مكافآت ومشاهد خاصة بناءً على اختياراتي.

وأخيرًا، لا يسعني إلا أن أُشيد بدعم اللعبة الكامل للغة العربية، سواء في الحوارات أو القوائم، وهي خطوة تحسب لـ Capcom في دعم اللاعبين العرب.

Onimusha 2: Samurai’s Destiny يعود في 23 مايو 2025 على PlayStation، Xbox، Nintendo Switch، والحاسب الشخصي، واعدًا بتجربة تجمع بين روعة الماضي وتفاصيل الحاضر. بالنسبة لي، كانت العودة إلى هذا العالم تجربة مفعمة بالحنين، لكنها أيضًا مثيرة ومليئة بالمفاجآت، وكأني أعيشها لأول مرة من جديد.

Exit mobile version