تعيش صناعة الألعاب اليوم نقطة تحول مع تطور الذكاء الاصطناعي، لكن ليس الجميع متحمسًا لهذا التغيير. الممثلة أشلي بيرش، التي منحت ألوي في Horizon صوتها وروحها، تعبر عن مخاوف جدية بعد ظهور نموذج ذكاء اصطناعي يحاكي شخصية ألوي، ما يثير أسئلة كبرى حول مستقبل الأداء التمثيلي في الألعاب.
في عرض تقني حديث، استعرض شاروين راجو باردجال، مدير الهندسة البرمجية في PlayStation Advanced Technology Group، نموذجًا لشخصية ألوي مدعومًا بالذكاء الاصطناعي، حيث يمكنها الرد على أسئلة اللاعبين باستخدام تقنيات GPT-4 وLlama 3. هذه التجربة أثارت ضجة كبيرة، ليس فقط بسبب إمكانياتها التقنية، ولكن لأنها فتحت الباب أمام إمكانية استبدال الممثلين البشر بشخصيات ذكاء اصطناعي.
بعد انتشار الفيديو، أكدت Guerrilla Games أن هذا العرض ليس جزءًا من أي مشروع قيد التطوير، كما أوضحت أن النموذج لم يتم تدريبه على أداء أشلي بيرش. ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لطمأنة الممثلة.
في منشور على إنستغرام، عبّرت بيرش عن مخاوفها العميقة، ليس فقط على مستقبلها المهني، ولكن على مستقبل صناعة الألعاب ككل. أوضحت أنها ليست قلقة من وجود التكنولوجيا نفسها، بل من إمكانية استخدامها دون موافقة الفنانين ودون ضمانات عادلة. قالت بيرش: “أشعر بالقلق، ليس بسبب ما يتعلق بي شخصيًا، وليس بسبب ألوي أو Horizon تحديدًا، بل لأنني أشعر بالقلق على هذا الفن.” وأكدت أن اتحاد SAG-AFTRA لا يزال في صراع لضمان حقوق الممثلين ضد إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
“التكنولوجيا ستستمر في التطور، والشركات ستسعى لاستخدامها، لكن ماذا لو شاهدنا في المستقبل فيديو مشابهًا لهذا، ولكن هذه المرة مع أداء مأخوذ من ممثل حقيقي دون إذنه؟ ماذا لو لم تكن هناك حماية لهؤلاء الممثلين؟” بيرش ترى أن عدم وضع حدود واضحة لاستخدام الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى فقدان الممثلين السيطرة على أعمالهم، وربما يُحرمون من المشاركة في الصناعة التي يحبونها. فالأداء البشري ليس مجرد كلمات مسجلة أو حركات معاد إنشاؤها، بل هو تعبير عن العاطفة، التجربة، والإحساس العميق بالشخصية، وهو ما يجعل الشخصيات مثل ألوي حقيقية في عيون اللاعبين.
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية لتعزيز التجربة التفاعلية، لكنه لا يمكن أن يحل محل الروح البشرية التي تمنح الشخصيات الحياة. أداء أشلي بيرش هو ما جعل ألوي شخصية محبوبة، وليس مجرد خطوط من النصوص أو حركات محاكاة. إذا استمرت الشركات في دفع حدود الذكاء الاصطناعي دون حماية المبدعين، فقد نصل إلى مستقبل تُنتج فيه الألعاب بلا ممثلين حقيقيين، ولكن هل ستكون تلك الألعاب بنفس الإحساس والعاطفة؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن نجيب عليه قبل فوات الأوان.