بدأت مايكروسوفت مرحلة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي للألعاب من خلال نموذج Muse، الذي تم تطويره بالتعاون مع Ninja Theory. يهدف هذا النموذج إلى تمكين المطورين من توليد بيئات لعب ديناميكية وتحسين عمليات التطوير، مع التركيز على الحفاظ على الألعاب الكلاسيكية وجعلها متوافقة مع الأجهزة الحديثة.
تم تصميم Muse لفهم العوالم ثلاثية الأبعاد وفيزياء الألعاب، مما يسمح له بتوليد بيئات لعب استنادًا إلى المدخلات البصرية أو تفاعل اللاعبين مع اللعبة. أوضحت Fatima Kardar، نائب رئيس مايكروسوفت لذكاء الألعاب، أن هذا النموذج يمثل خطوة رئيسية نحو استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطوير الألعاب، مما يمنح المطورين أدوات جديدة لتعزيز الإبداع وصقل التجربة التفاعلية.

تم تدريب النموذج باستخدام بيانات ضخمة من لعبة Bleeding Edge، حيث اعتمد على سبع سنوات من بيانات اللعب البشري، ما أدى إلى تكوين قاعدة بيانات ضخمة تضم مليار زوج من الصور والإجراءات. على الرغم من أن Muse لا يزال في مراحله الأولية، إلا أنه يمثل تقدمًا كبيرًا مقارنة بمحاولات مايكروسوفت السابقة، إذ أصبح بإمكانه توليد مشاهد لعب بدقة 300×180 بيكسل، وهي قفزة عن النماذج السابقة، لكنها لا تزال بعيدة عن معايير دقة الألعاب الحديثة.
إلى جانب دعم تطوير الألعاب الجديدة، تعمل مايكروسوفت على استكشاف إمكانية استخدام Muse في إعادة بناء الألعاب الكلاسيكية لتعمل بسلاسة على الأجهزة الحديثة. أشار Phil Spencer، الرئيس التنفيذي لقسم الألعاب في الشركة، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون أداة فعالة في حفظ تاريخ الألعاب ونقلها إلى منصات مختلفة دون الحاجة إلى تشغيلها على عتادها الأصلي. على الرغم من هذه التطورات، أكدت مايكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلاً عن المطورين، بل أداة تساعدهم في تسريع عمليات الإنتاج. يظل القرار حول كيفية استخدام Muse متروكًا لكل استوديو على حدة، حيث تتمحور فلسفة الشركة حول تعزيز الإبداع البشري وليس استبداله.
يتزامن هذا التطور مع فترة يشهد فيها قطاع الألعاب موجة من التسريحات، حيث كشف تقرير حديث أن واحدًا من كل عشرة مطورين فقد وظيفته في عام 2024. في هذا السياق، صرّح Dom Matthews، رئيس استوديو Ninja Theory، بأن الهدف من Muse ليس إنشاء محتوى جديد بشكل مستقل، بل تسهيل عملية التطوير وتمكين الفرق الإبداعية من التركيز على الجوانب الفريدة للألعاب.
تخطط مايكروسوفت لإطلاق تجارب تفاعلية قصيرة قائمة على الذكاء الاصطناعي عبر Copilot Labs، مع نية تقديم أدوات الذكاء الاصطناعي لمجتمع Xbox مبكرًا لضمان تلبية احتياجات المطورين واللاعبين. رغم أن الشركة لا تزال في مرحلة استكشاف إمكانيات AI في الألعاب، فإن التوجه العام يشير إلى تكامل الذكاء الاصطناعي مع الرؤية الإبداعية للمطورين بدلًا من فرض حلول موحدة على جميع المشاريع