من تطوير ونشر Serafini Productions، تمثل BrokenLore: LOW بداية سلسلة ألعاب أنثولوجية جديدة في مجال الرعب النفسي. صدرت اللعبة على الحاسب في 22 فبراير 2025، وتقدم تجربة سريالية متأثرة بالفولكلور الياباني، حيث تمتد اللعبة على مدار حوالي 80 دقيقة. لقد خضت هذه التجربة شخصياً، ووجدت نفسي مأخوذاً بأجوائها المضطربة.
وصلنا كود المراجعة من الأستوديو و بفضله جربنا اللعبة و نقدم اليوم مراجعتنا
غوصوا في ضباب كثيف ومليء بالغموض
تروي اللعبة قصة Naomi، مغنية بوب طموحة، تتلقى دعوة للقاء منتج في قرية منعزلة تُدعى Kirisame Mura. عند وصولها، تكتشف أن الضباب لا يغادر المكان أبداً، والأساطير المخيفة تلوح في الأفق. حيث تدريجياً، يتحول حلمها إلى كابوس مقلق. في كل لحظة، تتعمق Naomi في عالم مليء بالهلوسات والرموز، حيث يبدأ تفكك هويتها في الانعكاس من خلال المرايا المكسورة.
أسلوب اللعب
تركز BrokenLore: LOW على الاستكشاف. تسير Naomi في شارع دائري داخل قرية محجوبة بالضباب. رغم بساطة الفكرة، لكن التغييرات الدقيقة في البيئة تزيد من الشعور بعدم الأمان. في كل دورة، تتغير التفاصيل: تماثيل تتحرك عند غياب النظر، ورموز تظهر فجأة.
ومع أن السرد غير المباشر لكنه يبقى هو المحرك الأساسي، إلا أن اللعبة تدمج لحظات مطاردة متوترة. Naomi يجب أن تهرب من مخلوقات مشوهة بينما تجمع عناصر مهمة. هذه اللحظات القصيرة تضخ الأدرينالين، وتكسر هدوء اللعبة بشكل مدروس.
نظام الحفظ من جهة أخرى يُبقي الإيقاع مستمراً دون التسبب في إحباط و هذا شيء جيد.
لكن التهديدات في هذه اللحظات ليست معقدة بما يكفي. الوحوش مرعبة بصرياً، لكنها سهلة التنبؤ. لو أضافت اللعبة تفاعلات أعمق مع الصوت أو الضوء، لزادت من تعقيد المواجهات. كما أن إعادة استخدام نفس المسار يؤثر على الانغماس أحياناً، خاصةً حين تتحدث Naomi عن أشياء لا تظهر على الشاشة.
الفن البصري
تعتمد اللعبة على أسلوب بصري يجمع بين الواقعية والـlow-poly بأسلوب مستوحى من ألعاب التسعينيات. هذا التناوب يخدم السرد بفعالية، ويعزز شعور التشويش. من السهل أن يشعر اللاعب بالعزلة وسط ضباب Kirisame Mura، الذي يذكّر كثيراً بألعاب مثل Silent Hill.
رغم جودة البيئة، تفتقر تعابير الوجه إلى الدقة، خصوصاً في المشاهد الحوارية. هذا النقص واضح لكنه مفهوم بسبب محدودية الموارد. بالمقابل، تصاميم الكائنات تترك أثراً دائماً. أحد أبرز المشاهد يتمثل في التحول إلى نمط بيكسلي، ما يعمّق اضطراب Naomi.
الإضاءة والرؤية
رغم أن الضباب يُستخدم ببراعة في البداية، تصبح المشاهد الليلية مظلمة بشكل مفرط. اضطررت مراراً إلى تعديل إعدادات الشاشة لرؤية ما يحدث. غياب نظام إضاءة ديناميكي أثر سلباً على الإيقاع.
الأداء التقني
من الناحية التقنية، تقدم اللعبة أداءً ممتازاً. التحولات البصرية سلسة، ولا وجود لتقطعات مزعجة. التحميل سريع، ونقاط الحفظ فعّالة. لم أواجه أعطالاً واضحة خلال تجربتي. ولكن توجد لحظات حوار غير مكتملة وتعليمات غير واضحة.
الصوت
الصوتيات في BrokenLore: LOW مميزة للغاية حيث تنتقل من الهدوء إلى طنين وهمسات مزعجة دون إنذار حتى خطوات الأقدام تبدو غير طبيعية. لا يمكن إنكار قوة تصميم الصوت هنا.
الموسيقى خفيفة لكنها حاضرة، ترافق التحولات النفسية التي تمر بها Naomi. أثناء المطاردات، تصبح المؤثرات حادة، وتزيد من الشعور بالخطر. بصدق، الصوتيات هي أكثر ما أبقاني متوتراً طوال الوقت.
الخلاصة
BrokenLore: LOW تقدم تجربة رعب نفسية قصيرة لكنها مكثفة، تدمج الرمزيات والتشويه البصري في حكاية حزينة عن الهوية. رغم بعض المشكلات في الإضاءة وقابلية الإعادة، تحتفظ اللعبة بروح فنية قوية.
أنصح بتجربة هذه اللعبة لمن يحب الرعب التجريبي والمجازي، لأنها تستحق أن تُخاض. أنا وجدت نفسي متأثراً بها، ومتحمساً لرؤية ما ستقدمه Serafini Productions مستقبلاً.
The Review
BrokenLore: LOW
BrokenLore: LOW هي تجربة رعب نفسية قصيرة، لكنها تترك أثراً أطول بكثير. بأسلوب بصري مستوحى من ألعاب التسعينيات، وتصميم صوتي يزرع التوتر في كل لحظة، تنجح اللعبة في خلق أجواء خانقة ومقلقة تدعم قصتها الرمزية عن الهوية والانهيار الذاتي. ورغم محدودية الموارد وبعض العيوب التقنية فإن قوة السرد، والإخراج الفني، والموسيقى المتوترة تعوّض عن ذلك. إنها بداية واعدة لسلسلة أنثولوجية تستحق المتابعة.
PROS
- أجواء ضبابية ومقلقة مستوحاة من الفولكلور الياباني
- أسلوب بصري فني يخدم السرد الرمزي
- تصميم صوتي متقن يرفع مستوى التوتر والرهبة
- أداء تقني سلس
- عناصر مطاردة مدروسة تكسر الرتابة بشكل جيد
CONS
- بعض لحظات الحوار غير مكتملة أو غير واضحة
- ضعف تعابير الوجه في المشاهد الحوارية
- مواجهة الوحوش تفتقر إلى العمق أو التفاعل
- الظلام المفرط في بعض المشاهد يعيق الرؤية
- تكرار البيئة يؤثر سلباً على الانغماس أحياناً